شيّعت الأسرة الثقافيّة بالقيروان، منذ يومين جنازة فنان الخط العربي، البشير العيساوي. وذلك بعد 50 عاما من خدماته وابداعاته في فن الخط العربي. وقد استفاد ت منه القيروان وظل يعمل لفائدة السلط الممثلة في الولاية والبلدية والاحزاب السياسية والمنظمات انتاج اللوحات والمعلّقات على اختلاف أنواعها.
كما دأب الفقيد على تجهيز جانب هام من مساجد القيروان بلوحات من آيات قرآنية وأسماء الله الحسنى بخط يده ومجانا كما تولى نسخ القران الكريم كاملا بخط يده
الفنان الخطاط البشير العيساوي، من مواليد 1944، منذ الصغر تمتع بموهبة فن الخط وانطلق في رحلة هذا الفن منذ 1962 مترددا بين مختلف أنواع الخط العربي الثمانية وشارك في عشرات المعارض بمختلف الجهات كما دعي الى معارض في الخارج شارك في
بعضها.
كتب بجميع الخطوط من ديواني وفارسي وكوفي وديواني جليل وغيره ومن مختلف الأدوات من نحاس وخشب. ويحتفظ لكل منها بلوحة تزين الجدران توشحها الآيات القرآنية. وتخرج على يديه عدد من الخطاطين نشطهم في نوادي الخط وورشات تعليم الخط.
ودعا مثقفون بالقيروان، مندوب الثقافة والمحافظة على التراث إلى الاحتفاء بالفنان بعد وفاته على الأقل نظرا لعدم تمتعه بالاهتمام في حياته (فنّان الغلبة على حد تعبير الدوعاجي)، بتنظيم أربعنية الفقيد بإحدى الفضاءات الثقافية واقامة تظاهرة فنيّة لتكريمه عبر تجميع هذه اللوحات الى جانب صور خاصة به والمصحف المخطوط بالتعاون مع عائلته وتسليط الضوء على مسيرته. هذا الامر ليس صعبا ويستحقه من بذل نصف قرن من العطاء للفن والثقافة .