.

.
» » إلى كل الديمقراطيين عامة والنهضاويين خاصة /بقلم أبو يعرب المرزوقي


مقدمة
أوجه هذا النداء إلى كل الديموقراطيين الذين وقعوا في فخ جبهة الانقاذ سابقا. أدعوهم للمسارعة إلى تكوين جبهة انقاذ حقيقية وليست فخا كالتي سبقت. فالفخ المنصوب حاليا نعلم طبيعته: إنه النموذج الذي أصبح على كل لسان من ألسنة المعبرين عن إرادة النداء واليسار الاستئصالي أعني:
صحفيي العهد البائد من تجار الكلام الأجوف الذي يستحي من التفوه به من له أدنى كرامة.
وخبراء بودورو الذين إذا حدثوك كان كلامهم دائرا حول ما يدعونه من خبرة وكفاءة وشهرة لدى أنفسهم.
هذا النص تكملة للنص الذي عنوانه “ماذا يريد النداء واليسار الاستئصالي – تونس إلى أين”. وهو ينتج عن فهم حادثة سوسة في سياقه ومسار الأحداث من بداية الثورة إلى اليوم.

التحذير والنصيحة
1-بدأ النداء واليسار الاستئصالي تحقيق ما يسعى إليه من تطبيق النموذح المصري إذا وصلنا حدث سوسة بتصريحات رئيس الدولة وإعلامهما والقرارات.
2-ما كان مجرد دعوات لتقليد السيسي وبشار وحفتر ودفاعا عنهم بات اليوم خطة بينة المعالم مع نفس الغباء الذي أحاول بيان بعض علاماته في تونس.
3-ولعل أهم هذه العلامات مستنسخة من تجربتين عسكريتين هما تجربة توظيف الجيش الجزائري في القرن الماضي وتجربة توظيف الجيش في الوقت الراهن.
4-لكن طبيعة الغباء المسيطر على التجربتين واحدة: فالسيسي وعسكره -مثل العسكر الجزائري- يجهلون أنه يستحيل أن ينتصروا على الإسلاميين حتى بعزل الملتزمين منهم بدوره السياسي لكنهم مع ذلك ضاعفوا أسباب الفشل فجعلوا حربهم حربا على الإسلام كله وحتى على أوراق التوت التي يتستر بها حزبهم.
5-وكذلك يفعل جماعة النداء واليسار الاستئصالي في سعيهم لتوظيف الجيش والأمن: فأولا رئيس الدولة بغباء منقطع النظير يدل على أرذل العمر يفسر ظاهرة كونية بـتحركات الشعب الذي يطالب بمعرفة مآل ثروات بلاده وبـوجود حزب إسلامي لا وزن انتخابي له.
6-وطبعا فليس المقصود ذلك الحزب ولا تلك المطالبات بعينها بل بمنطق إياك أعني وافهمي ياجارة: القصد هو العودة إلى النظام الاستبدادي على طريقة السيسي بتخطيط من الاستعلامات الصهيونية وتمويل مشبوه.
7-والدليل: يكمن في القرارات التي اتخذت مباشرة ليلة الحدث ودون تفكير ما يعني أنها مقررة مسبقا. قفل 80 مسجدا بدعوى أنها غير خاضعة لسيطرة الدولة. وفي ذلك من اعتراف بالسيطرة على البقية.
8-أين الغباء؟ أولا الجهل بأن ما يحاربونه مما يسمونه إرهاـبا إذا لم يكن من صنعهم فهو ليس من صنع المساجد. لكن تخلف الفكر مع فكر أرذل العمر يرد الحاضر إلى الماضي دائما.
9-فـحركات ما يسمونه إرهابا – بما فيها التي من صنعهم أو من صنع المخابرات الدولية – لا تعتمد على المساجد بل على وسائط التواصل الاجتماعي منذ عقدين.
10-لكن غلق المساجد سيزيد في غضب المتدينين ويصبح من الدوافع لتيسير الانتداب الذي لا يقع في المساجد كما أسلفنا فضلا عن منع مراقبة العلني : بحيث قرارهم يحقق عكس المطلوب هذا إذا لم يكن هو المطلوب في خطة البحث عن التبرير.
11-وإلغاء رخص الأحزاب ضرره أكثر من نفعه إلا نفع البحث عن التبرير. ذلك أن الشباب المؤطر مهما أفرط في تعبيره عن غضبه فإنه يبقى علنيا في سلوكه.
12-فإذا حظرت الأحزاب بات التعبير مستحيلا ومن ثم فهو سيصبح سريا وبالضرورة عنيفا أو على الأقل مجهولا لأنه رد من نفس طبيعة منعه. وإذا جمعنا المنعين فهمنا القصد.
13-وبذلك فيمكنا القول إنـهم يريدون إحداث ما سماه السيسي قائدهم الفعلي بالإرهاب المحتمل من خلال بعض ما يحدث منه بالفعل وبعضه من صنعهم لتبرير الانقلاب العنيف.
14-لذلك تسمع أبواقهم من الصحفيين الأميين والمحللين المزعومين تردد نفس الدعوة إلى خوض الحرب برجالها أي بقيادات عسكرية أشاروا حتى إلى بعض الأسماء منهم.
15-فإذا أضفنا إلى ذلك كله أن تمجيد الإعلام القديم عهد ابن علي وقدرته على السيطرة على الإرهاب والحاجة إلى قانون مثل قانونه في مكافحة الإرهاب اتضح الأمر.
16-لكن ذلك دليل على قمة الغباء: فإذا كانت أمريكا والدول الغنية في الغرب والشرق عند العرب وغيرهم لم تفلح فمعنى ذلك أن الحل في تونس أفسد.
17-وقد سبق فاقترحت -إن كانوا صادقين في طلب العلاج- أن توجه تمويلات التسلح السخيفة على علاج العلل المحفزة للاحتجاج بدرجاته والذي قد يفيد الإرهاب حتى يتم التمييز بينهما.
18-ذلك أنه كلما قللنا من الحوافز التي تنشيء الحواضن للغضب والنقمة على الظلم والقهر قل عدد من يلجأون إلى العنف لأنه ينحصر في نوعين معلومين: إما سياسي يائس من النجاح السلمي أو مجرم مهرب يريدان أن يحكما متحالفين بالاستبداد والفساد.
19-والواضح كذلك أن هؤلاء الذي يجدون في السيسي نموذجا ويدافعون عن التجارب العسكرية أنهم من هذين الصنفين: فهم ساسة يائسون من الديموقراطية بسبب فشلهم في الحكم وهم متحالفون مع مجرمين مهربين.
20-وفكرة تقاسم العبء بين النداء والنهضة اعتراف بهذه الحقيقة (خوف من الانتخابات المقبلة) وتوريط لها مع أعرافهم من المهربين وإضمار السوء لتصفيتها لاحقا.
21-ونصيحتي للنهضة-آملا أن تكون التجربة السابقة علمتها السماع وما نصحتهم بشيء لم تثبت التجربة صحته-أن تتجنب هذا الفخ بكل ما أوتيت من قوة وأن تستعد للمقاومة بما يقتضيه الوضع فأنتم الهدف من كل هذه المناورات: وحتى لو قبلتم بدور حزب النور المصري فلن يشفع لكم.

عن المدون Kairouan TV2

مدون تونسي مهتم بكل ماهو جديد
»
السابق
الملعب التونسي وضعية مادية مريحة...العواضي يغادر و اجانب على الخط
«
التالي
تتمنون له الموت ولا يتمنى لكم سوى الحياة، فلا هو مات ولا أنتم استطعتم الحياة
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد