قالت سندس دلهومي إنها كانت تقود السيارة ببطء لأن الطريق كانت مليئة بالحفر، ثم زادت في السرعة لما ظهر رجال في لباس أسود على حافة الطريق. كما قالت: "كان من الواضح أننا فتيات، كنا نغني، وأنا شعري طويل، وكانت أختي بجانبي. كانت السيارة مليئة بالفتيات". كما قالت إنها كانت ستوقف السيارة على الفور إن كانت تعلم أن الرجال كانوا من الشرطة. وأوقفت السيارة بمجرد بداية إطلاق النار، ولكن في الاثناء أصيبت أختها أحلام دلهومي وابنة عمها أنس دلهومي برصاصات قاتلة في الرأس، وأصيبت ابنة عمها الأخرى ياسمين صولة بجروح. كما قالت سندس دلهومي: "بعد إطلاق النار، شاهدنا الرجال يقتربون منا، وعندها فقط عرفنا أنهم شرطة لأنهم كانوا يحملون شعار الشرطة على قمصانهم السوداء". وقالت كل من سندس دلهومي وشخصان آخران من ركاب السيارة، شعور دواحي وأشرف حنديري، لـ هيومن رايتس ووتش، إن الشرطة رفضت نقل الجثث إلى المستشفى أو مساعدة ابنة عمهم المصابة بجروح، وغادروا المكان بشكل مفاجئ في سيارة للشرطة. وقالت شعور دواحي: " سألت الشرطة لماذا لا يأخذونا إلى المستشفى؟ وصرت أصرخ في وجوههم: لماذا أطلقتم علينا النار؟ ثم بدأ أحد الأعوان يضربني بهراوة على جانب رجلي، فرميته بحجر على ظهره، فقام بضربي إلى أن فقدت وعيي، فتركونا هناك وفروا من المكان". خلصت باحثة هيومن رايتس ووتش التي زارت مكان الحادثة إلى أن الطريق كانت في حالة سيئة جدًا، كما وصفها الشهود، وبها حفر كثيرة، وهو ما يعني أن قيادة السيارة بسرعة عالية في ذلك المكان لم يكن أمرًا عمليًا. قال أحد السكان لـ هيومن رايتس ووتش إنه سمع موسيقى في ليلة 23 أغسطس/آب، وشاهد سيارة من نوع غولف 4 وبها عديد الأشخاص وهي تسير ببطء، ثم عرجت نحو طريق العريش، وسمع إطلاق نار بعد ذلك بقليل. كما قال إنه لم يسمع أي تحذير، ولما وصل إلى المكان، كان الجميع قد غادروا المكان، وكانت توجد بقع دم قام بتصويرها. وإطلعت هيومن رايتس على الصور. أعلنت وزارة الداخلية أنها فتحت تحقيقًا إداريًا داخليًا، بينما قالت سفارة ألمانيا في تونس إنها ستولي اهتماما كبيرًا بالتحقيقات لأن أحلام دلهومي وشقيقتها سندس كانتا تحملان الجنسيتين الألمانية والتونسية معًا. كما فتح قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية في القصرين تحقيقًا قضائيًا. وفي 1 سبتمبر/أيلول، قال محمد علي العروي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، لـ هيومن رايتس ووتش إن الوزارة لم تقم بالإيقاف التحفظي لأعوان الشرطة الذين أطلقوا النار ولم تفصلهم وقتيا عن العمل.