.

.
» » أرهاب أم جهاد أم أنتحار؟ بقلم وسيم الرفرافي




 هذه محاولة لقرائة المشهد التونسي قريبا من الحقيقة و بعيدا عن توجيه الإعلام و توظيف الأحزاب. 
لمذا أصبحنا نرفض الحقيقة أو نقبلها بناء على أهوائنا و ليس على معلومات يستطيع أي أنسان التأكد منها بمجهود غير شاق. 
 الشعانبي/ رواد/الروحية، أماكن تصادمت فيها العقائد (عقيدة الجهاد و الخلافة، و عقيدة الدولة الوطنية و مقاومة الأرهاب من جهة اخرى). 
 تونس هي الحلقة المستعصية على التيارات الجهادية اذ أغلب محاولات زرع خلايا بائت بالفشل على الرغم الدعم اللوجستي الكبير من بعض الفصائل في ليبيا و الجزائر (ليس الدول كما يروج له) و ذلك ليس لقوة الداخلية لكن لان الحاضنة الشعبية غير متوفرة و ان الحركات الأسلامية التقليدية (السلفية العلمية، حزب التحرير، النهضة....) رفضوا الأنخراط في هذه المواجهة مع الدولة (الطواغيت حسب تعبير الجهاديين).
 قتل شكري بلعيد كان هدفه الأرباك العام و ادخال الفوضى في البلاد و اتهام الأطراف السياسية بعضها لبعض (حدث فعلا) لكن اخطاء لوجستية جعلت الخلية تكتشف ففر بعضها الى ليبيا و سوريا و ضلت النواة الصلبة التي قررت الذهاب الى اخر الطريق و نفذت عملية البراهمي و الشعانبي الى ان انتهت الفكرة بخلافة كبيرة الى قبر صغير. 
 هذه الظاهرة هي في صعود لأسباب مختلفة: 
١/صعود فكرة الدولة عند التيارات الجهادية جعلها تعيد تنظيم صفوفها و تبني أستراتجية مواجهة شاملة (الدولة الإسلامية للعراق و الشام، إمارة القوقاز الإسلامية، إمارة الصحراء الإسلامية، إمارة وزيرسنان، "الأويغور" داخل الصين....).
 ٢/توفر وسائل الأتصال الحديثة فرصة كبيرة للتواصل بين أجنحة هذا التيار.
 ٣/ سيطرتهم على مسالك التوزيع في مناطق تضعف فيها الدولة فيجد المهربين انفسهم مجبرين على التعامل معهم او الفناء. 
٤/ قرب الأحزاب السياسية من الولايات المتحدة و عدم مقاومة هيمنتها على الموارد و القرار السياسي يجعل منها اقرب بسفراء منهم بقادة وطنيين. 
٥/الأنقلاب في مصر جعل من التيارات الجهادية تتأكد ان الحل السلمي ليس صحيا في مواجهة بطش سلطة الدولة. 
٦/الهجوم الإعلامي العنيف على كل أشكال التدين حتى أصبح حفظ القرآن تطرفا و تحريف الآيات المحكمة منهجا و تقديس السلفية العلمانية فقها. غير صحيح ان هذه الظاهرة جديدة في تونس و كان للتوانسة حضور بارز في العراق و عملية الغريبة (لواء أبو حفص المصري) أفريل ٢٠٠٢، خلية مدينة ميلانو جوان ٢٠٠٧ (كلها توانسة) ، أحداث سليمان، ضلوع توانسة في تفجيرات مدريد.....
                                                                        و الله أعلم.

عن المدون Midan

مدون تونسي مهتم بكل ماهو جديد
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد