.

.
» » نظرة على تاريخ بلادي (مدينة القيروان)

تقع القيروان في تونس على بُعد 156 كم من العاصمة تونس.
لقد بقيت القيروان حوالي أربعة قرون عاصمة الإسلام الأولى لإفريقية والأندلس ومركزا حربيّا للجيوش الإسلامية ونقطة ارتكاز رئيسية لإشاعة اللغة العربية 
وكلمة القيروان كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعني مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب.
و تعرف أيضا بإسم رابعة الثلاث بعد مكة المكرمة و المدينة النورة و القدس الشريف نظرا بأنها أول و أقدم مدينة إسلامية

المكانة العلمية للقيروان :

كانت القيروان أولى المر اكز العلمية في المغرب يليها قرطبة في الأندلس ثم فاس في المغرب الأقصى ولقد قصدها أبناء المغرب وغيرها من البلاد المجاورة. وكان مسجد عقبة الجامع ومعه بقية مساجد القيروان تعقد فيه حلقات للتدريس وأنشئت مدارس جامعة أطلقوا عليها (دور الحكمة).

المساجد:

 يعد مسجد القيروان الذي بناه عقبة بن نافع عند إنشاء المدنية من أهم معالمها عبر التاريخ. ولقد بدأ المسجد صغير المساحة، بسيط البناء، ولكن لم يمض على بنائه عشرون عاما حتى هدمه حسان بن نعمان الغساني وأقام مكانه مسجدا جديدا أكبر من الأولوفي عهد الخليفة هشام بن عبد الملك أمر بزيادة مساحته، وأضاف إليه حديقة كبيرة في شماله، وجعل له صهريجا للمياه، وشيد مآذنهوفي عام 155هـ / 724 م أعيد بناؤه على يد يزيد بن حاتم، وظل على حاله هذه إلى أن تولى زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب إمارة إفريقية عام 201هـ /817 م فزاد فيهولقد سارت التوسعات في العصور المختلفة حتى أصبح يشغل اليوم مساحة مستطيلة تتراوح أضلاعها ما بين (70و122) متراويعتبر جامع القيروان من أقدم مساجد المغرب الإسلامي والمصدر الأول الذي اقتبست منه العمارة المغربية والأندلسية عناصرها الزخرفية والمعمارية. كما كان هذا المسجد ميدانا للحلقات الدينية والعلمية واللغوية التي ضمت نخبة من أكبر علماء ذلك العصر

تراث هذه المدينة

و غوصا في أعماق المدينة فالزائر للمدينة العتيقة لابد وأن يصاب بالدهشة لمدى حضور الماضي في كل شيء من ملابس أهل القيروان وخاصة الجبة الحريرية والحايك وهي عباءة نسائية من الصوف الجيد يميل لونها إلى الأصفر وفي حركة الحرفيين التي ترجع إلى العهود الماضية وهم منحنين حول صينية النحاس التي يزركشونها بخيوط الفضة.
كما يندهش الزائر في تعرجات هذه الطرقات الضيقة الهادئة.. وفي ساحة الحلفاوين يمكنه ان يترشف "قهوة عربي" معطرة بماء الورد أو الزهر قبل ان ينتقل إلى بئر بروطة ليحي الجمل الذي يقوم بحركة دائبة حول البئر وعينها معصوبتان وفي حركته المستمرة يستخرج ماء صافية يعتقد أهالي القيروان انها قادمة بعد رحلة طويلة من الأراضي المقدسة بالجزيرة العربية.

وقد علق على أحد جدران المدخل ورقة مما كتب عليها: لكل مدينة زمزمها وزمزم القيروان هو ماء "بروطة".. اذا شرب منه الزائر المحب للقيروان عاد إليها بإذن الله. ولذلك لا تزال هاته البئر القديمة قدم القيروان ولا يعلم لها أصل ولا معنى محقق لأسمها وماؤها يخرج رقراقا في قواديس من الفخار الملون المترابطة فوق ظهر ناعورة. والناعورة يديرها جمل! وهو معصوب العينين من خشية الدوار ومن خشية الزوار.. ".

ومن أهم ما يميز المدينة الإحتفالات بالمولد النبوي الشريف الذي جعل منها قبلة الزائرين من كل الولايات التونسية وتضفي هذه الاحتفالات البهجة على أسواق المدينة العتيقة التي تتزين بالمناسبة وتلبس أجمل حللها وتختلط أنوار الميلاد هناك بإحياء تقاليد استهلاكية خاصة بالجهة، إذ أن القيروان تختص بنوع من الحلويات يسمى "المقروض"هو عبارة عن عجين السميد مقسمة لقطع متعادلة محشوة بالتمر أو اللوز ومغمسة في العسل بعد قليها
في الزيت... وإذا كان هذا الصنف متوفرا طوال أيام السنة فإن أكلة "العصيدة" لا تطهى الا صبيحة المولد الكريم وتعطي اشارة انطلاق الاحتفالات بالمولدية وهذه "العصيدة " نوعان: واحدة بسيطة وشعبية وهي طبخ السميد أو الدقيق الأبيض في الماء ثم تناوله بالزيت أو الزبدة والعسل. أما الثانية فهي أرفع شأنا وهي خليط من "الزقوقو" – حب الصنوبر – تعلوه كريمة تزركش بحباب البندق والفستق واللوز المطحون والحلوى.





السجاد.. أشهر الصناعات القيروانية

وقد عرفت القيروان منذ القدم بحرفة خاصة بها، فالنقاشين والنساجين والسراجين يبعثون حيوية رائعة لكي تظل صناعة السجاد (الزربية كما يسميها التونسيون) من أهم أسباب شهرة القيروان إلى جانب الجامع الكبير. ففي بهو كل بيت قيرواني تتهافت النسوة والبنات على هذه الصناعة السحرية و"الزرابي" القيروانية ثلاثة هي الزربية ومصنوعة من الصوف الرفيع وألوانها دقيقة جدا . والعلوشة وهي أيضا مصنوعة من الصوف الرفيع وتمتاز بألوانها الطبيعية (الأبيض والأسود والكستنائي) والمرقوم ويصنع من الصوف المصبوغ بلون موحد يحتوي على زخارف في اشكال هندسية . وإلى جانب صناعة السجاد يهتم القيروانيون بصناعات اخرى مثل صناعة الأواني النحاسية وصناعة نقش الحديد والخياطة الرفيعة للبرنس والجبة (لباس الرجل التونسي).

عن المدون Kairouan TV2

مدون تونسي مهتم بكل ماهو جديد
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد