عان الشعب التونسي الويل من قبل النظام القمعي للمخلوع بن علي .. أو الأفضل اقول تونس عانت الويلات فشعبها زائل مع الوقت .. يأتي انسان ويذهب انسان .. لكن الدائمة هي تونس .
تونس لم ترى النور منذ زمن بورقيبة حيث زرع هذا الاخير الفتنة بين مختلف الجهات وهنا تلك الكلمة البغضاء "الجهويات" وهذا لا ينكره احد .. لا من المؤيدين لبورقيبة ولا معارضيه .
تونس منذ الاستقلال شهدت التهميش فاغلب مساحتها الجغرافية بداية من الشمال الغربي , الوسط والوسط الغربي وطبعا الجنوب .
جاء نظام بن علي بعد انقلابه على بورقيبة وإزداد التهميش اكثر فاكثر . .
تونس تعاني حتى بعد الإستقلال من التهميش مما جعل شعبها يحاول الإنتفاض على الأنظمة القمعية التي تحاول جاهدا تطبيق أجندات غربية وأجنبية عموما التي تتمثل في جعل الدول العربية في مصاف الدول النامية والمتأخرة .
تتالت محاولات الشعب في الإنتفاض وكانت البداية مع ثورة الخبز في جانفي 1984 بداية من مدينة دوز حتى انتشرت التحركات نحو مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة و قابس ومدنين والتي إحتج فيها المواطنين من أجل الخبز او التعبير الأحسن هو لقمة العيش والتي هي من ابسط مقومات العيش , لكن بما أن تونس دولة عربية فبالتالي الجواب معروف ... "القمع" وهو ما خلف قتلى في عدة مدن .
في محاولة أخرى انتفض الشعب في 2008 في ما يسمى بأحداث الحوض المنجمي بقفصة تحديدا بالرديف لكن فشلت هاته التحركات أمام نظام بن علي الذي عرف بأسالبيه الوحشية في القمع وبالتالي كالعادة جرحى معتقلين وموتى .
أنا من مواليد 1996 لذلك لم أكن شاهدا على "زمن النضال" كما يسميه البعض وهي السنوات التي سبقت التسعينات لكن ما علمته من عدد من شهود عيان وما قرأته بعديد المقالات والكتب والكتابات التي جعلتني اعلم شيئا يبعث بالبفخر.
تتسائلون عما اقصد ؟
ما اقصده أن الشعب التونسي كان تونسي .
لازلتم لم تفهموا ما اقصد ؟
طيب سأشرح , في الماضي كان التونسيون وطنيين حقا .. تجد حمة الهمامي الشيوعي ومحمد المنصف المرزوقي العلماني وراشد الغنوشي الإسلامي والليبيرالي نجيب الشابي الخ .. في صف واحد ضد دولة القمع والتهميش كما أسميها .. كانوا يدا واحدة من أجل رفع راية تونس .. تونس حرة ومستقلة .
لمن الفخران ترى اولاد بلدك يدا واحدة من أجل تونس .
جلهم ناضلوا ضد الانظمة الإستبدادية ولكن لم تتحهم الفرصة لتحرير البلاد .
جائت الفرصة بيد الشعب المهمش في ديسمبر 2010 . استغل الشعب الفرصة للإنتفاض ضد الطاغية بن علي تحت شعار ثورة الحرية والكرامة , هؤلاء التونسيين جمعهم حب تونس وتحرير تونس من نظام مستبد دام لأكثر من 50 سنة من الفقر والتهميش والقمع والإستبداد .
كنت شاهدا على مراحل ثورة 14 جانفي التي قال فيها الشعب لا لبن علي .
كنت ككافة الشعب متفائلا بالثورة لكن اليوم في 2015 أتسائل أين التونسيين ؟
الشعب التونسي نسيا لما قامت الثورة فنجد من يسمون أنفسهم بالنخب المثقفة يتصارعون من اجل كرسي قصر قرطاج واخر همهم مصلحة البلاد .. يتسابقون على الحكم بدون بدلة الوطنية .. نجدهم يتصارعون وكل منقسم حسب أفكارها فكل يجري وخلفه قطيع يردد اسمه وكأنه الفارس المغوار .. نجدهم من كانوا بالأمس متحدين من أجل تونس , اليوم منقسمين كل يطبق أجندات إما سعودية كويتية , وإما قطرية تركية , وإما فرنسية أو صهيونية .
الحال مؤسف حقا لما أراه فتونس تغتصب اليوم من نفس جلادي الأمس والكل يتفتت وينقسم ولا يبالي بحال تونس .. تونس الخضراء التي إحتضنت شعبها على مدى قرون . تونس اليوم لوحدها تعاني فهل من مغيث ؟
تونس في حاجة إلى أبنائها لتواجه المصاعب .. على الشعب ان يجتمع تحت راية البلاد . لنترك اختلافاتنا ولنتحد من أجل بلادنا فأقولها وأعيد " الإختلاف فرع والوحدة أصل" .
نديم بوعمود