.

.
» » أوروبا بين الحلم والسراب - بقلم : عفاف بوثمنة


أوروبا بين الحلم والسراب 
              

بعد افتقادهم لمقومات العيش الكريم في أوطانهم هاجروا إلى أوروبا املين تحقيق أحلامهم بعد أن انقطعت                              
سبل الأمل بهم ..باحثين عن وطن من صنع الخيال بعيدا عن الخصاصة و الاحتياج إلا أن هذا الحلم سرعان ما اصطدم بمرارة واقع أليم.
في سياق هذا المقال نسلط الضوء على فئة من المهجرين غير الشرعيين من أصحاب الشهائد الجامعية، لم تشفع لهم مستوياتهم الجامعية في العيش الكريم رغم شهائد لا تغني من جوع ولم تقيهم حجم الاهانات التي يتعرضون لها .. فحين تتحول فرنسا أرض الأحلام إلى أرض الكوابيس إعلم أن مستوى الألم لم يعد يتحمل ، فبعد عناء الدراسة وسنوات جامعية عجاف ينتهي بهم السبيل إما في حظائر ( المرمة ) أعمال النظافة أو مطابخ المطاعم العمل في الخفاء ..قدرهم مثل أشباح الليل هم ..حياة ضلماء يزيد في سوادها عمل في السرية أو في الأكحل كما هي العبارة.
بحثنا عنهم فما أكثر ما وجدنا من حولنا من هؤلاء ..وضعية غير قانونية اثقلت معاناتهم ..بحثنا عنهم فوجدنا شبابا يائسا لا حول له ولا قوة.
رفضوا أن نصورهم خشية أن يتعرضوا للمضايقات أو أن يرى أهلهم أين آل بهم المطاف سألناهم كيف انتهى بهم السبيل هنا اردنا أن يحدثنا عن آلامهم فقالوا ..
      سمير شاب الثمانية والعشرين ماجستير إعلامية مثل الكثير من الشباب التونسي جاء ليكمل دراسته في فرنسا وبعد تحصله على رتبة الماجستير في الاعلامية انتهت أوراق اقامته إلا أنه أبى الرجوع إلى تونس وخير البقاء لكن في وضعية غير قانونية محاولا إيجاد مخرج . سالناه لماذا لا يعد إلى تونس بعد إنهاء دراسته أجاب ..وماذا سيقدم لوطن لم يلملم جراحه بعد .. عندي ثلاث أخوات يعانون البطالة .. أعود ونصبح أربع بلا شغل ؟؟ لا أفضل البقاء هنا والعمل في الخفاء على أن أعود . سالناه عن طبيعة عمله وعن ضروف معيشته فقال أنه يشتغل في مطبخ  محل للكباب والأكلات السريعة ما بين تقشير البطاط أحيانا والبصل أحيانا أخرى اضاف أيضاً أن صاحب المحل مقدر لظروفه رغم أنه في وضعية غير قانونية إلا أنه يعرضه نفسه للخطر بتشغيله تفهما منه لحالته . كيف ترى المستقبل ؟؟  وهل من حلول في الأفق ؟؟ أجاب بابتسامة يائسة .. لا أرى مستقبلا من الأصل لا أرى فالمستقبل إلا ضلمة لا أرى حلاً على المستوى القريب و خاصة أني لا انتظر شيئا من وطني.
      حنان تونسية ذات السبعة وعشرين ربيعا متخرجة من كلية الفون الجميلة بتونس جاءت إلى فرنسا في زيارة لقريبتها لكنه خيرت البقاء وعدم الرجوع إلى تونس ضناً منها أن الوضعية ستتحسن لكن خاب ضنها .. كانت تعلم أن الطريق وعرة وصعبة لكنها لن تكون أصعب مما هي عليه في تونس هكذا بدأت حديثها معنا ..أبيت الرجوع إلى تونس خاصة أن عائلتي تعيش ظروفا اجتماعية صعبة أب أنهكه المرض ولم يعد قادرا على العمل خمسة أخوات يدرسون ولا من معيل بعد تخرجي من الجمعة حاولت الحصول على شغل لكن هيهات لا يوجد وكان كلو ما أتلقاه هو لا يوجد فكان لا بدا لأحد منا أن يضحي فاخترت أن يكون أنا 4 سنوات مرت لم ار ابي وأمي وعائلتي .. اشتغل ليلا نهاراً كي استطيع أن أرسل أخر الشهر ما يكفي لعائلتي وما يكفي لي أنا .. اشتغل في التنظيف اعتني بمسنين تركت ورائي كل سنوات الدراسة كل ما تعلمته في الفنون الجميلة لأجد نفسي تائهة في وضعية صعبة غير قانونية أخاف كل مرة أن يمسك بي ويقام بترحيلي .. سالناها لماذا لا تعود إلى تونس .. لا أعود لأن لا أرى معاناة عائلتي هناك لن استطيع أن اساعد أما هنا ورغم الظروف الصعبة أساعدهم .. كيف ترين الحل بالنسبة لك ؟؟ اتمنى أن تسطيع الحكومة القديمة في تونس أن تجد حلولا لامثالنا مثلاً أن تشغل في كل عائلة فردا على الأقل  يستطيع أن يعيل بقية العائلة . أن يحاول السياسيون في تونس إيجاد اتفاقيات مع الحكومة الفرنسية بخصوص ذوي الوضعيات غير الشرعية من المتحصلين على الشهائد الجامعية.
مؤمن ..شاب تونسي أخر تحدث إلينا بالم كبير اختلفت قصته قليلا لكن النهاية واحدة ، مؤمن ولد في فرنسا عد به والداه ليتلقى تعليمه في تونس تحصل على شهادة تقني سامي في إعلامية إتصالات قرر العودة إلى فرنسا بعد تخرجه ضنى أن ولادته على التراب الفرنسي ستسهل له الأمر لكنه أخطا الظن خاصة أن القانون الفرنسي لا يسمح له بالرجوع إلى التراب الفرنسي بعد تجاوز سن الثامنة عشر وبالتالي يفقد حق التمتع بالإقامة .. عدت عن طريق إيطاليا مذل الكثير من الشباب كنت أعلم أن الوضع سيكون سيئا لكن ليس لهذا الحد .. لا أرى في تونس مكانا لي خاصة بعد ما تعرضت له من مضايقات و ملاحقات أيام الجامعة كناشط له ميولات سياسية .كيف كانت ضروف العمل ؟؟ طبعاً أنا أعمل في الأكحل وهي ضروف صعبة وقاسية لم فيها من إستغلال أولاً من قبل المشغل الذي يستغل ضرف الغير قانوني لنا لنعمل باجر هو نصف الأجر العادي لكن ليس لنا خيار إلا القبول ناهيك عن الإهانات التي نتعرض لها . ما هو الحال بنسبة لك ؟؟
الحل في ضل غياب  تحركات جدية من طرف الحكومة التونسية لإيجاد حلول للتونسيين في وضعيات غير قانونية هو الزواج من الأجنبيات للحصول على الإقامة 
كانت هذه بعض الشهائد الحية في محاولة منا إيصال اصواتهم إلى المسولين لعل بعض الأصوات الخجولة تعلو بين الحين والاخر اهتماما لقضية المهاجرين التونسين في الوضعيات غير  القانونية الحاملين لشهائد جامعية املين أن تجد الدولة التونسية حلولا جذرية لهذه القضية إما بخلق مواطن شغل لهؤلاء الشباب في وطنهم أو أن تسعى لتفعيل اتفاقيات مع أوروبا تضمن لهؤلاء حياة كريمة خاصة وأن 

إختلاف مفاهيم السياسين اليوم ساهم في تغييب حقيقة كرامة المواطن والهجرة غير الشرعية لبلاد الغرب ..

عن المدون Midan

مدون تونسي مهتم بكل ماهو جديد
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد