لأن الأطفال في العالم، ليسوا طرفا في تمزقاته العرقية أو الدينية أو الطائفية بل الضحية الأولى لجشع الساسة فإن الجرائم التي ترتكب بحقهم، والأثمان الباهظة التي يدفعونها، والضحايا التي يقدمونها على مذابح الكبار، يكون لها وقع مضاعف، وآلام لا حدود لها، مما يستوجب صرخة ضمير في هذا العالم المضطرب،
هذه مجموعة من الصور الفوتوغرافية كأنها بورتريهات للأطفال بوسامتهم وبؤسه
وفقرهم؛ بعيونهم اللاقطة للتفاصيل الذكية المليئة بالشقاوة والبراءة والحزن والتحدي والغضب المكبوت.. صور تفضح هذا العالم القاسي واللا أخلاقي، الذي يدفع فيه دائماً الضعفاء والصغار أخطاء وجرائم الكبار والأقوياء!!
إن أكثر فئة إنسانية تتأثر بسبب الحرب هم الأطفال..هناك الكثير منهم يفتقرون لأبسط الحقوق المادية والمعنوية وتنتشر هذه الفئة خاصة في البلدان النامية الأفريقية ..
وحسب التقارير الدولية التي تنشرها الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة، أو مراكز البحوث والدراسات المستقلة، فإن الأطفال في العالم يتعرضون بشكل متزايد للانتهاكات المباشرة التالية:
التحرش الجنسي..
الإستغلال المادي والمعنوي..
المتاجرة بهم..
إستغلالهم في المعمل دون وجه حق رغم صغر السن في ظروف سيئة..
إمكانية تعرض الأطفال للإندماج وإستغلالهم في العصابات الإجرامية..
استغلالهم في تجارة الجنس، كأطفال من الجنسين، وهي تجارة قاسية جداً، حيث أن الطرف الثاني فيها
أشخاص مرضى ويعانون من اضطرابات نفسية عميقة، وما يترتب على ذلك من عذابات يلقاها هؤلاء
وهذا كله في تطور مستمر نظرا للغياب الرقابات وعدم إهتمام الدولة والجمعيات الحقوقية باهمية هذه المشاكل..
إن الطفولة هي أساس مستقبل
للوطن وعلى هذا فمن الواجب الإعداد لهذه البراعم وتوفير منااخ بيئي ومعنوي ومادي سليم لضمان جيل قوي والإعتماد عليه ..إلا أن مانشهده اليوم من حروب في سوريا وفلسطين وكافة الأقطار يضعنا أمام الواقع المأساوي الذي تعاني منه الطفولة وهذا السبب يرجع للطغيان وجنون الإنسان للسلطة وسفك الدماء والأوضاع المتردية للمجتمعات من فقر وخصاصة يساهم بشكل كبير في تكوين بنية سلبية وفكر إجرامي للأطفال..
نحن فعلا نحتاج للإلمام بهذه المسألة بشكل جدي وتفعيل كل الطاقات من شتى فئات المجتمع للحد من ظواهر التشرد وإحتواء الأطفال الفاقدي السند والذين يعانون من الحرمان الأسري وأبسط الحقوق كالتعليم واللبس والصحة..خاصة في ظل عدم توفر مراكز تأهلية ناجعة ومركبات ثقافية ترفيهية يمكن أن تساعد بشكل كبير في السير للطريق الصحيح وتكوين أجيال صاعدة وناجحة في كل المجالات..
إن موظوع الأطفال لا يمكن ان يقتصر على بعض أسطر ..ونتيجة لذالك علينا دراسة هذا الموظوع جيدا والتطرق له من كل الجوانب..
تعالوا نتحد معا من اجل أطفال يعيشون في ظروف صحيحة وطبيعية، فمن خلالهم نستطيع أن نبني عالما أفضل من عالمنا هذا المليء بالظلم، والانتهاكات، والتي بدورها تغتال مستقبل وأحلام الأطفال.
زينةحيدوري