تحركت حكومة الاحتلال وأوساط إسرائيلية غاضبة ضد شركة أورانج الفرنسية ورئيسها ستيفان ريشار، بعد إعلان الأخير تأييده لحملة المقاطعة الدولية لإسرائيل وعدم رغبته في أن تبقى العلاقة قائمة بين شركته وبين الشركة الإسرائيلية “بارتنر” التي تحمل علاقتها التجارية.
وأطلقت حملة مناهضة التطبيع في مصر حملة لمقاطعة شركة “موبينيل” المصرية التي تعمل العلامة التجارية لشركة أورانج الفرنسية، كما أصدرت منظمات غير حكومية ونقابتان في فرنسا بيانًا تطالبن فيه أورانج بإعلان نيتها فسخ تعاقدها مع الشركة الإسرائيلية.
وتعقيبًا على ذلك، قال مدير الشركة ريشار خلال تواجده في القاهرة، أمس الأربعاء، إن شركته تنوي إنهاء تعاقدها مع شركة إسرائيلية تحمل علامتها التجارية لكنها تنتظر الوقت المناسب تجنبا لمشاكل قانونية ومالية يمكن أن تترتب على هذا القرار.
وأعلن ريشار صراحة عن تأييده لحركة المقاطعة الدولية المعروفة بـ (BDS) وقال، لو كان الأمر بيدي لتركت “إسرائيل” غدًا صباحًا.
والتزمت السفارة الفرنسية لدى الاحتلال الصمت حيال هذه التصريح ولم تصدر أي تعقيب عليه، فيما قال سفير الاحتلال لدى فرنسا يوسي غال إن منظمات لاسامية في أوروبا تعمل على توسيع رقعة مقاطعة “إسرائيل” في شتى المجالات، مضيفًا، سنتصدى لهذه المحاولات بكل ما لدينا من وسائل دبلوماسية وأخرى، وفق قوله.
وبعثت حكومة الاحتلال برسالة احتجاج إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وإلى وزارتي الخارجية والاقتصاد، قالت فيها إنها تنظر إلى تصريحات مدير الشركة بخطورة وتطالبها باستنكار هذه التصريحات، علمًا أن الحكومة الفرنسية تملك نحو 25% من الأسهم في هذه الشركة.
وأطلقت صاحبة امتياز أورانج في “إسرائيل” شركة بارتنر اليوم حملة لمناهضة ريشار والضغط عليه، كما تظاهر 400 موظف وعامل لدى الشركة الإسرائيلية أمام مقر فرعها بمدينة “راس الين”، رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية وغطوا شعار اورانج بالعلم الإسرائيلي.
وأعلنت الشركة الإسرائيلية أنها تدرس إمكانية مقاضاة الشركة الفرنسية وطلب تعويضات مالية بقيمة مليار يورو مقابل تنازل بارتنر عن استخدام شعار أورانج.
كما أعلنت شركة كال أوتو الإسرائيلية لتأجير السيارات مقاطعتها لشركة أورانج وتنازلها عن شعار الشركة، وبالتالي إعادة 400 جهاز خليوي تستخدم خدمات أورانج ويملكها موظفو الشركة، وذلك احتجاجًا على رفض انضمام الشركة لحركة (BDS) العالمية.
ويأتي هذا القرار من الشركة الفرنسية، ليعزز الحملات العالمية لمقاطعة دولة الاحتلال اقتصاديًا وثقافيًا، والتي تلقى الاحتلال فيها ضربة موجعة قبل يومين، عندما أعلنت الرابطة الطلابية الأكبر في العالم وهو الاتحاد الوطني للطلبة البريطانيين انضمامه لحركة المقاطعة موجهًا انتقادات لاذعة للاحتلال.