أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن إنجازات الأيام الأخيرة جعلت يد الجيش العربي السوري والمقاومة هي العليا سواء في جرود القلمون أو في جرود عرسال من خلال التطورات الميدانية الحاصلة.
وأشار السيد نصر الله خلال كلمة متلفزة له اليوم إلى أن الأمر الذي عجل بمعركة القلمون هو اعتداء الإرهابيين المباشر والميداني على مواقع الجيش العربي السوري ومواقع رجال المقاومة لافتا إلى أن التحضيرات سبقت المعركة التي فوجئ بها الكثيرون.
وفي موضوع جرود عرسال بين السيد نصر الله أن الذي سرع بالمعركة هو الاعتداء الأخير الذى قام به تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي “فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام” على جرود يونين ونحلة وبعض جرود عرسال مؤكدا أن هذه المعركة موجودة الآن وقائمة وأما عن مداها الزمني والمكاني وسقفها فإنها من القلمون ومن جرود عرسال تتحدث عن نفسها.
وشدد السيد نصر الله على أن معركة جرود عرسال ستسهل بشكل كبير مهمة الجيش اللبنانى وتخفف عنه العبء وستكون مقدمة تسهل بشكل كبير الخطوات التي طلبت منه رسميا وشعبيا ووطنيا مضيفا إن “موضوع عرسال أصبح واضحا ونحن لا نريد أن ندخل إلى البلدة ولا نريد أن نقترب منها وهذه مسؤولية الجيش اللبناني والدولة ونأمل أنهم سيتحملون هذه المسؤولية”.
وأوضح السيد نصر الله إننا وقفنا أمام نموذج من نماذج النفاق والتضليل السياسي فيما يخص بلدة عرسال بعد أن اخترع اشخاص معركة فيها أرادوا عبرها أن يقدموا أنفسهم كزعماء وقادة ولو على حساب الأطياف الموجودة فيها داعيا كل من يستخدم هذه الورقة “للتجييش الطائفي والمذهبي” إلى الكف عن ذلك.
ولفت السيد نصر الله إلى أنه خلال الأيام القلية الماضية تم تحرير عشرات الكيلومترات من الأراضي اللبنانية المحتلة في جرود عرسال بسواعد أبطال المقاومة اللبنانية لافتا إلى أن ذلك التقدم الكبير حدث فى جرود فليطة وهو يكمل إنجاز طلعة موسى في جبال الثلاجة ومواقع أخرى.
وقال نصر الله “إذا تخلت الدولة اللبنانية عن المسؤولية فأهل البقاع وبعلبك الهرمل لن يتخلوا عن مسؤولياتهم” لافتا إلى أن الأهالي عبروا بصدق خلال اللقاءات التي شهدتها الأيام الماضية عن تحملهم المسؤولية ووعيهم الكبير وفهمهم الدقيق والصحيح للمخاطر واستعدادهم للتضحية.
وأضاف السيد نصر الله “إن ما نحتاجه في المرحلة الحالية هو هذا التضامن والمساندة الشعبية والمعنوية ولسنا بحاجة إلى مقاتلين” مؤكدا أن المقاومة تمتلك العديد والعدة والعتاد والقدرة البشرية والمادية لانجاز هذا الهدف في تحرير جرود عرسال.
من جانب آخر لفت السيد نصر الله إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي هو تنظيم “القاعدة” بالأساس لكنه انشق عنها بعد خلاف على الزعامة موضحا أن المخابرات الأمريكية والسعودية وغيرها هم من أسسوا تنظيم “القاعدة” وهناك مؤلفات ووثائق تؤكد ذلك كما أنه تلقى دعما هائلا من بعض الأنظمة الخليجية.
وأشار السيد نصر الله إلى أن تنظيم “داعش” أصبح صاحب مشروع يتم استغلاله وحمايته وتمويله وشراء وبيع النفط منه وتسهيل إمداده البشري لتوظيفه في المعركة الإقليمية القائمة بالمنطقة وتحقيق أهداف محددة عبره لافتا إلى أن العالم يتصرف على أن تنظيم “داعش” بات يشكل خطرا دوليا عليه.. وعلى الجميع في لبنان تحديد العدو بشكل واضح.
وشدد السيد نصر الله على أن سورية والعراق وإيران وحلف المقاومة هم من يقاتلون تنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة وأننا في زمن تضليل إعلامي وسياسي ضخم جدا وهناك دائما من يقلب الحقائق بشان محاربة هذا التنظيم الإرهابي.
وفي الشأن اللبناني الداخلي دعا الأمين العام لحزب الله المسؤولين والقوى السياسية اللبنانية إلى أن يدركوا جدية الأوضاع وحساسيتها والحكومة ‘إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والدستورية معتبرا أن من ينتظر تغيرات في اليمن أو العراق أو سورية أو المنطقة مشتبه وواهم ويراهن على سراب ويضيع الوقت على حساب لبنان.
وأكد السيد نصر الله أن المقاومة اللبنانية تهدد بتهجير ملايين المستوطنين الإسرائيليين في الحرب المقبلة إذا فرضت على لبنان وهذا أمر واضح ومحسوم والعدو الذي يهدد بتهجير مليون ونصف مليون لبناني يعرف ذلك لافتا إلى أن المناورة التي نفذها كيان الاحتلال العام الحالي تذكر شعوب المنطقة بطبيعته العدوانية وهي اعتراف كامل وتفصيلي من قبل هذا الكيان بأن للمقاومة قدرات تطال كل المناطق التي جرت فيها.
وأشار السيد نصر الله الى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين العسكريين والسياسيين في هذه المناورة وتهديداتهم للبنان بالتدمير والتفجير والتهجير جزء من الدعاية والحرب النفسية التي تعودنا عليها منذ نشوء هذا الكيان الذي يعبر عن طبيعته الإرهابية ويذكر اللبنانيين بأن هناك عدوا يدعى “إسرائيل”.
وفي الشأن اليمني جدد السيد نصر الله ادانته العدوان السعودي الأمريكي الوحشي على اليمن وشعبه وحضارته مؤكدا أن هذا الموقف ثابت ولن يتغير وأن الشعب والجيش اليمني كانوا بمستوى المسؤولية التاريخية ولديهم العزم والاستعداد للتضحية ورد العدوان.
ولفت السيد نصر الله إلى أن النظام السعودي يعمل بكل الوسائل الأمنية والمخابراتية والسياسية للضغط على وسائل الإعلام وإسكات جميع الأصوات لمنع ادانة هذا العدوان رغم أنه عدوان واضح وجلي والعالم بين مؤيد أو ساكت عنه داعيا النظام السعودي ومن معه إلى وقف عدوانهم وفتح الأبواب أمام الحل السياسي.